الجمعة، 24 مايو 2013

الذكاء الإصطناعي يدخل عالم القانون و القضاء !

كتبت بواسطة: Hal Hodson
كتبت بتاريخ:  May 17, 2013
ترجمة بتصرف: حسن اليافعي



قريبا قد تبدأ برامج الحاسوب بلعب دور القاضي في إصدار الأحكام القضائية، وقد تجيد الدور أفضل من البشر!
إذا كنت تنتظر الإفراج عنك، سوف تأمل أن يكون القاضي في حالة مزاجية جيدة. فقد أظهرت دراسة حديثة أن قرارات القضاة تتأثر بعوامل عدة منها المزاج. لذا فليس من المفترض أن يتأثر الحكم على الحقائق و الأسباب بتلك العوامل.

لذالك قد تساعد الحواسيب في حل هذه المشكلة. حاليا يستخدم القضاء بعض البرامج كأدوات مهمة في العمل، خصوصا في القضايا الكبيرة كقضايا إندماج شركة مثلا، حيث تساعد بعض الخوارزميات على التنقيب في الأكوام الهائلة من الوثائق.

لكن تطبيقات الذكاء الإصطناعي في القضاء يَعِد بما وراء تنقيب الملفات و الوثائق. حيث تهدف إلى إدخال أنظمة آلية في التعامل مع الحجج عندما يكون المنطق غير واضح.

العلامات الأولية لظهور هذه التقنية كانت في السنة الماضية. عندما قام توم جوردون (Tom Gordon) من معهد فراونهوفر (Fraunhofer Institute) في ميونخ ألمانيا، بشراكة مع الشركة الألمانية ( Init ) بالشروع في تطوير تطبيق ذكاء إصطناعي يسمى (Elterngeld) - كلمة ألمانية تعني "مال الأباء". صمم التطبيق ليقوم بإتخاذ حكم آلي في قضايا مطالبات إعانات الأطفال لوكالة العمل الإتحادية (FEA) التابعة للدولة الألمانية. ربما مع بعض التدقيق البشري للقرارات الآلية من خلف الكواليس، كما ذكر جوردون.

يقوم برنامج Elterngeld على برنامج مفتوح المصدر يسمى Carneades. صمم جوردون البرنامج بحيث يستقبل إدعاءات بشرية، مثل "أنا بحاجة إلى مساعدة الحكومة لدعم طفلي البالغ من العمر خمس سنوات" و من ثم يقوم البرنامج بتحديد ما إذا كان الإدعاء مبرر إستنادا إلى مبادئ القانون. حيث يتم تجزيء كل بيان و ترميزه بشكل مقروء آليا مما يمكن النظام بمقارنته مع عناصر القانون، و من ثم يتم تقييم الإدعاء.

سيقوم جوردون بعرض نسخة الإنترنت من برنامج Carneades في مؤتمرالذكاء الاصطناعي والقانون الدولي بروما، إيطاليا المزمع إقامته في يونيو حزيران هذه السنة (2013).

حاليا يناقش المطورون مع (FEA) موضوع كيفية نشر النظام، بالرغم من أن النظام غير جاهز ليتم إستبدال البشر به. بشكل جزئي لأنه يلزم تجزيء و ترميز كل النصوص القانونية لتكون قابلة للقراءة الألية - تعتبر عملية مجهدة جدا لانها في الوقت الحالي يجب القيام بها يدويا.
يأمل جوردون أن تتم مراعاة الحواسيب عند صياغة القوانين الجديدة، بحيث أنها تبنى على قاعدة بيانات تحتوي على كل مبادئ القانون، بالإضافة إلى معلومات عن علاقة المبادئ ببعضها البعض. هذا سوف يسمح لبرامج الذكاء الإصطناعي بسن القوانين على نطاق واسع.

بإستخدام تقنية مشابهة لتقنية جوردون، قامت آنا رونكانين (Anna Ronkainen)، مؤسِسة مشاركة في شركة تكنولوجيا القانون (Onomatics)  في هلسنكي، فنلندا، ببناء أداة تسمى (TrademarkNow). هذا البرنامج أو الأداة تقوم بالبحث في قاعدة بيانات الأسماء التجارية، لتجنب قضايا تكرار الإسم. يعمل البرنامج على قاعدة بيانات الولايات المتحدة و أوروبا للأسماء التجارية المسجلة.

تعتبر هذه القضايا بسيطة - و الذكاء الإصطناعي المستخدم ليس معقد بما يكفي ليتناول القضايا الشائكة التي تستخدم لغة ضمنية و أحيانا منطق متناقض. لكن قضاء الذكاء الإصطناعي يستعد للإنطلاق إلى الواقع، مدفوعا برغبة توفير الكلفة التي توفرها الحواسيب، كما ذكرت رونكانين. "هناك تحرك كبير،" و أضافت "الشركات ليست سعيدة بدفع فواتير القضاه الباهضة!"


المصدر: newscientist.com

الجمعة، 10 مايو 2013

هل يمكن حصاد الكهرباء من النباتات ؟!

كتبت بتاريخ May 9, 2013 
ترجمة بتصرف: حسن اليافعي

راماراجا راماسامي (Ramaraja Ramasamy) على اليمين الصورة، و اماسنكر (Umasankar)
من جامعة 
جورجيا، يعملان على تطوير إنتاج الطاقة الكهربائية من عملية التمثيل الضوئي.


تشكل الشمس المصدر الأساسي للطاقة على الأرض. إلا أنه يتم الإستفادة من نسبة ضئيلة من إشعاعات الشمس الساقطة على الأرض.

لحل هذه المشكلة، قام باحثون من جامعة جورجيا (University of Georgia) بتأمل و إستلهام تقنيات الطبيعة في توليد الطاقة الكهربائية، و هم الأن بصدد تطوير تقنية جديدة تجعل من إستخدام النباتات في توليد الطاقة الكهربائية أمر ممكن.
 "الطاقة النظيفة هي ما يحتاجه هذا القرن" يقول راماراجا راماسامي (Ramaraja Ramasamy) مساعد بروفيسور في كلية الهندسة بجامعة جورجيا (UGA) و أضاف "هذا المنهج قد يغير قدرتنا في توليد طاقة أكثر نظافة عن طريق أشعة الشمس بإستخدام أنظمة تقوم على النباتات."
النباتات هي أفضل من أستغل الطاقة الشمسية بلا منازع. بعد بلايين السنين من التطور، معظم النباتات تعمل تقريبا بكفائة 100 في المئة من حيث إستغلال الطاقة، مما يعني أن لكل فوتون يلتقطه النبات من أشعة الشمس يتم تحويله إلى إلكترون. إن تحويل حتى جزء من تلك الطاقة إلى كهرباء سوف يجعل الكفاءة أعلى من كفاءة الألواح الشمسية التقليدية، التي تعمل على مستوى كفاءة بين 12 و 17 في  المئة.
في أثناء علمية التمثيل الضوئي (Photosynthesis)، تستخدم النباتات ضوء الشمس في عملية فصل ذرات الماء إلى اوكسجين و هايدروجين مما يولد الإلكترونات. هذه الإلكترونات المحدثة تذهب لتساعد في عملية إنتاج السكر الذي تستخدمه النباتات كغذاء للنمو و الإنتاج.
ذكر راماسامي "لقد قمنا بتطوير طريقة لقطع عملية التمثيل الضوئي و بالتالي نستطيع إلتقاط الإلكترونات قبل أن يستخدمها النبات في عملية إنتاج السكر."
تقنية راماسامي تتطلب فصل البنيات في الخلية النباتية تسمى الثايلاكويدات (Thylakoids) التي بدورها المسؤولة عن إلتقاط و تخزين الطاقة من أشعة الشمس. حيث أستطاع الباحثون أن يتلاعبوا بالبروتينات التي بداخل الثايلاكويدات، مما يمكنهم من قطع طريق تدفق الإلكترونات.
ثم يتم تثبيت تلك الثايلاكويدات المعدلة بشكل خاص بإستخدام أنابيب النانو الكربونية (Carbon NanoTubes)، إسطوانية الهيكل و التي في حجمها أدق من شعرة الإنسان ب 50,000 مرة. تلك الأنابيب الكربونية تعمل كموصل كهربائي، تلتقط الإلكترونات من النبات و تعمل على توصيلها إلى سلك خارجي.
في تجارب المستوى الصغير، تظهر نتائج التيار الكهربائي لهذه التقنية اكبر بوحدتين من غيرها من التقنيات.
نبه راماسامي إلى أنه هناك الكثير من العمل يجب أن يتم لتصل هذه التقنية لسوق الإستهلاك، لكنه هو و زملائه يعملون حاليا لتطوير استمرارية  إنتاجية الجهاز.
"في المدى القصير، قد يكون أفضل إستخدام لهذه التقنية في مجال الأجهزة الإلكترونية الصغيرة و المحمولة ، التي تتطلب طاقة منخفضة لتعمل." و أضاف راماسامي "إذا كنا قادرين على تطوير تقنيات مثل الهندسة الوراثية لتعزيز إستمرار عملية التمثيل الضوئي في الخلايا النباتية، عندها سأكون متفائل بأن هذه التقنية ستكون منافسة لتقنية الألواح الشمسية التقليدية في المستقبل."
"لقد اكتشفنا شيئا واعدا جدا، وهي بالتأكيد تستحق المزيد من الإستكشاف،"  يقول راماسامي، "طاقة الكهرباء الناتجة من الجهاز الأن متواضعة، لكن قبل 30 سنة تقريبا كانت بطاريات وقود الهيدروجين (Hydrogen Fuel Cells) ضعيفة، أما الأن فهي تستطيع أن تغذي السيارات، الباصات و حتى العمارات."

المصدر: Science Daily